مجلة تدبر

القائمة الرئيسية

عدد المتواجدين الان

المتواجدين الان : 2
الزوار : 2
الأعضاء : 0



نتائج وتوصيات بحث: رفع الوهم وتصحيح الفهم بالفعل "حسب" وتصاريفه في القرآن.


 

 

نتائج وتوصيات بحث: 

رفع الوهم وتصحيح الفهم بالفعل "حسب" وتصاريفه في القرآن.

د. خلود محمد أمين محمود الحواري

العدد الحادي عشر

 

أهم نتائج البحث: 

 

- تنوعت أساليب القرآن العظيم وأدواته في رفع الوهم وتحقيق الفهم وإزالة ما قد يشوش على الحقيقة، أو يزين الباطل، منها: إنكار الوهم، والتعريض بالمتوهم باستخدام الاستفهام الإنكاري، والتنبيه على الوهم المرجوح بما في حيز النفي وتصحيح الفهم استدراكًا بعد لكن، وردع موقظ للمخطئ في توهمه بتصحيح الفهم بعد (كلا)، وإبطال وإضراب عما هو مظنون موهوم، وتحقيق للفهم بما هو في حيز (بل)، و (بلى) بمعنى بل، وتنبيه لما بطل تصوره قبل (قل)، وتلقين للحجة في رده بعدها. والتنبيه بأفعال الرجحان (ظن وزعم وحسب) على توهم مرجوح الظن داعية لتصحيح الفهم.

- لـ(حسب) أصول أربعة: الأول: العد والإحصاء، ومنه الحسبان المعنوي، أي كون حسب من أفعال القلوب الدالة على الرجحان، والثاني: الكفاية، والثالث: الوسادة الصغيرة، والرابع: تغير لون الجلد.

- يدل الفعل (حسب) على الرجحان أو إرادة الاعتقاد الراجح، وفيه معنى الحساب الحسي، فكأن صاحب الحسبان أجرى عملية حساب، وتدقيق، ونظر عقلي، أثمرت تصوره وحسبانه، وليس مثله الظن الذي يدخل الذهن ويلابسه لأدنى سبب.

- يفيد (حسب) اعتقاد الرجحان مقتربًا من الجزم ومترددًا إلى اليقين، فهو يقين مبني على أمارات العلم والنظر مشوب بالشك، يحكم فيه الحاسب لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، وليس كذلك الظان الذي يخطر النقيضين بباله فيغلب أحدهما على الآخر.

- راعى الاستعمال القرآني تلك الدلالة الدقيقة للفعل حسب، في التنبيه على أوهام تصورها أصحابها بعد نظر عقلي فاسد وتأمل أعمى، أفضى بهم إلى مفاهيم خاطئة وتصورات باطلة، فكانت (حسب) داعية إلى تصحيح تلك المفاهيم الدعية على العلم والحساب الدقيق.

- حف (حسب) بجملة من الأساليب التي نبهت على بطلان الحسبان: كاقتران حسب بالاستفهام الإنكاري أو بالنهي المؤكد بالنون الثقيلة، أو التعقيب بما يقرر بطلانه، وحسم الجواب في رده مشفوعًا بأدوات متنوعة: كصريح الإبطال، والتهكم وذكر وخيم العاقبة، ونحو ذلك.

- أحصت الدراسة من تلك الأوهام المتخيلة والمفاهيم المرجوحة ثلاثة عشر مفهومًا، من مهمات العقيدة والسلوك، في أربعة وثلاثين موضعا بالفعل (حسب) وتصاريفه، وهي:

أولًا: تحقق الإيمان بلا تكليف، واستحقاق النصر والتمكين والجنة والنعيم بلا تمحيص، ودُفع بما هو سنة ربانية لا تتبدل في العمل والجزاء، وهي أن مقتضى الإيمان الفتون والمكاره، فإذا ما تمحض الإيمان تحقق النصر والتمكين في الحال، وأزلفت الجنة في المآل.

ثانيًا: مفازة المسيئين من العذاب، وإمهالهم خير لهم، وإمدادهم بالنعم إكرام ومزية، ودفع بما هو سنة من سنن الله أيضًا وهي أن أخذ الكفار وعقابهم طريق لا يتخلف، وإمهالهم زيادة لهم في الإثم، واسترسالٌ لهم في الفسق وحرمانٌ لهم من نعمة الابتلاء الموقظة، حتى يلقوا العذاب المهين في موعد مضروب وفق حكمة الله وتقديره.

ثالثًا: منفعة الكافر بعمله ومجازته عليه. ودفع بما هو سنة ثابتة أن الجزاء من جنس العمل، فلا اعتبار لأعمال الكفار ولا حسنات لهم توزن ولا مثاقيل لعدم وجود شرطها، وهو الإيمان.

رابعًا: وجود الأولياء ونصرتهم من دون الله، ودفعت ولايتهم بفوات مقتضيات الولاية من النصرة والحماية من عباد من خلق الله لا يملكون لأنفسهم نفعًا أو ضرًا، وقرر بطلان حسبانهم بوسمهم بالضلال وبذكر سوء عاقبتهم في النار.

خامسًا: انتفاء غاية الخلق واستبعاد البعث. ودفع هذا الحسبان بتنزيه الله وتعاظمه عن هذا العبث؛ وهو الخلق سدى وهملًا بلا بعث وحساب، وبجملة من الحجج الدامغات، منها: أن القادر على الخلق الأعظم قادر على ما هو دونه، ومن قدر على بدأ الخلق من عدم قادر على الإعادة.

سادسًا: انقطاع حياة الشهداء وفوات نعيمهم بعد الموت، ودفع ببيان التصور السديد للحياة والموت، الذي يثمر قيمة عظمى في تقدير الأمور، واستقبال الموت بقلوب مطمئنة راضية بأقدار الله؛ إذ علم انتفاء موت الشهداء باعتبار أن ما بعده عدم، يتركون سدى لا يحسون شيئًا ولا يلتذون ولا ينعمون، وإثبات حياتهم، وتحليهم بخصائص الأحياء والنعيم المقيم من وقت قتلهم، وفي برزخهم قبل مبعثهم.

سابعًا: كنز المال غنيمة لصاحبه، وطريق خلوده، ودفع بتسجيل حوبة البخيل بإثبات شر عمله وإن كان مفهومًا من نفي الخيرية والمنفعة عنه قبلًا، وبوخامة عاقبته في المآل - جزاء وفاقًا - بنار تطوقه وتحطم وتكسر كل ما وقع فيها مهانًا بعد أن اعتقد أنه من أهل الكرامة.

ثامنًا: تماثل الضدين، والمساواة بين المحسن والمسيء، ودفع بعد إنكاره بمجمل الجواب؛ وسمًا بسوء الحكم، وبمفصله؛ إذ حصول التفاوت في الدرجات والدركات بين المحقين وبين المبطلين من لوازم قيام أمر هذا الكون على نظام الحق والعدل؛ تحقيقًا للجزاء الأوفى الذي هو عنوان على العدل، فالمجازى غير مظلوم، بل مجزي بما قدمته يداه.

تاسعًا: خفاء الباطن على الله، ودفع بتسجيل الخبر المؤكد بكذب كل متستر بالباطل، وكل صاحب ضغينة في دعواه أن الله غير مطلع عليهم، وبتقرير أن الله سامع مطلع على سرهم ونجواهم، وهناك من يلازمهم من الملائكة يكتب ويقيد تلك الأعمال والأقوال الخافتة؛ ليؤخذوا بها في يوم الجزاء والحساب.

عاشرًا: اعتبار الظاهر دون تنقيب، ومن صور دفع هذا الحسبان المرجوح، رد حسبان انتفاع الكفار بحواسهم في سماع الآيات وعقلها بتقرير حاسم في انتفاء انتفاعهم وانحطاط رتبتهم بأنهم كالأنعام بل هم أضل؛ إذ تنقاد الأنعام لمربوبيها ولا ينقادون هم لله خالقهم ورازقهم، ودفع حسبان اجتماع أجساد الذين كفروا من أهل الكتاب - مظنة لالتئام قلوبهم - بإقرار تفرقهم وأنهم مختلفون غاية الخلاف فبينهم إحن وعداوات، فلا يرمون عن قوس واحدة، وأنه مسبب عن نفي فهم عقولهم فكان ذلك شقوة لهم حصلت منها سعادة للمسلمين.

الحادي عشر: عدم مؤاخذة المتشبع بما لم يعط، ودفع بتقرير ذم فاعله واستحقاقه الوعيد بمسالك منها: تصدير الوعيد بتكرار النهي عن الحسبان؛ تأكيدًا وإيضاحًا لقصتهم، وتنبيها على بطلان آرائهم الركيكة، وقطع أطماعهم الفارغة بالنجاة من عذاب الآخرة كما زعموا نجاتهم من المؤاخذة الدنيوية، ثم تكرار الوعيد بعدم النجاة من عذاب متربص بهم، وثني باستحقاقهم العذاب لثبوت جرمهم، ووصف بالأليم؛ مناسبة لما اقترفوا من فرح بتدليسهم.

الثاني عشر: تمحض المصائب للشر، ودفع بالتنبيه إلى عاقبة خير عميم عظيم في الحال والمآل في الدنيا والآخرة، كما حصل في حادثة الإفك؛ إذ برزت جملة من مظاهر الخيرية والألطاف الخفية، كاستحقاق المبتلون جزيل الثواب لصبرهم وإخلاصهم لله، وتوكلهم على الله، ورفيع الدرجات والكرامات النيرات؛ إذ أنزل في أم المؤمنين قرآن يتلى، ومحّص الصف وفضح المنافقون وأبرز كيدهم، وأثبتت مصدرية القرآن وحيًا من عند الله.

الثالث عشر: ترك المؤاخذة بقول اللسان، ومثل لذلك بحسبان الناس فيضهم وخوضهم في حديث الإفك هينًا لا تبعة عليه، ودفع أولًا بإسناد تلقي الأقوال المتداولة إلى الألسنة دون الأسماع تصويرًا لسرعتها وخفتها حتى إذا وصلت أديرت إلى الآخرين دون أدنى تأمل، ثم بتقييد قولهم بـ(الأفواه) أي تجري على ألسنتهم وتدور في أفواههم من غير ترجمة عن علم بها في القلب، وتمم جواب الحسبان بوصفه بالعظمة، فالحال أنه عند الله عظيم في الوزر واستجرار العذاب.

 

أهم توصيات البحث: 

1- دراسة أساليب القرآن العظيم وأدواته في رفع الأوهام وتصحيح الأفهام دراسة شاملة محكمة في أطروحة علمية.

2- دراسة كل مفهوم من المفاهيم الباطلة التي نوه بها القرآن العظيم دراسةً مخصوصة تستنبط منهج القرآن وجميع أساليبه في دفعه بوصف الداء وبيان الدواء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

د.خلود محمد أمين محمود الحواري 

 

إحصائيات الموقع

الزوار : 569284
الأخبار : 102
الأعـضـاء : 0

ابحث داخل الموقع

الاســتفتـــــــــاء

القائمة البريدية

الصور المتحركة

ابحث داخل الموقع

عدد المتواجدين الان

المتواجدين الان : 2
الزوار : 2
الأعضاء : 0

إحصائيات الموقع

الزوار : 569284
الأخبار : 102
الأعـضـاء : 0

الاســتفتـــــــــاء

مجلة تدبر © 2016 مرخصة بموجب الإسناد غير التجاري 4.0 دولي