مجلة تدبر

القائمة الرئيسية

عدد المتواجدين الان

المتواجدين الان : 2
الزوار : 2
الأعضاء : 0



نتائج بحث: الإيحاء البلاغي ل "ها" التنبيه إثباتًا وإسقاطًا من اسم الإشارة "أولاء" الواقع بعد الضمير


 

نتائج بحث:

الإيحاء البلاغي ل "ها" التنبيه إثباتًا وإسقاطًا من اسم الإشارة "أولاء" الواقع بعد الضمير في الذكر الحكيم 

 للباحث: أ.د. أحمد محمد محمود سعيد

العدد الثاني عشر- الجزء الثاني

 

وبعد هذه الرحلة الميمونة المباركة في معيَّة «ها» التنبيه المتعلقة باسم الإشارة «أولاء» المسبوق بالضمير في الذِّكْر الحَكيم إثباتًا وإسقاطًا يَطيب لي أن أسجِّل ما تمخَّض عنه البحث من ملحوظات أرجو لها القبول:

أُثبِتت «ها» التنبيه مع اسم الإشارة «أولاء» المسبوق بالضمير في أربعة مواضع من الذِّكْر الحَكيم، وأسقِطت في موضعين؛ فمجموع مواضع الدراسة ستة مواضع، وجاءت الـ«ها» متفاعلة متناغمة الدلالة مع المقام والسياق والغرض أتم التفاعُل حيث أُثبتت وحيث أُسقطت، على النحو الذي رأيناه خلال التحليل.

تغايُر أحوال «ها» التنبيه دخولًا على «أولاء» بعد الضمير إثباتًا وإسقاطًا يقضي بِتضمُّنِها أسرارًا بلاغية، ويقطع باحتضانها أنوارًا دلالية حيث أثبِتت وكذلك حيث أسقِطت، وإلا لاطَّردت على وتيرة واحدة إما إثباتًا وإما إسقاطًا في المواضع جميعها، وحيث لم تَطَّرد على وجهٍ واحدٍ فقد ثبت وراء ذلك أغراضٌ قُصِد أنْ يُحقِّقها إثبات الـ«ها» حيث أُثبتت، كما قصِد أن يُحقِّقها إسقاطها حيث أُسقطت، فهي للتنبيه أثبتت أو أسقطت، فلـ«ها» التنبيه مع «أولاء» من حيث الإثبات والإسقاط أحوال يحسمها المقام ويقتضيها الغرض.. والتنبيه في كل مقام بحسبه، ويأتي دور التحليل البلاغي لكشف وجهات التنبيه، وإظهار إشاراته في كلا الحالين.

«التنبيه» بمعناه اللغوي الحرفِيِّ الضيِّق المُشعر بغفلة المخاطَب يعد أضيق دلالات الـ«ها»، فقد وردت مفعمة بالدلالات، غنيَّة بالإشارات التي تغذو الغرض، وتمدُّ السياق بزخَم هائل من اللطائف البارعة في سياقاتها كما اتضح في شواهد المبحث الأول، وتأتي الإشارة إليه في بقية النتائج.

أُثبِتت «ها» التنبيه دخولًا على اسم الإشارة «أولاء» الواقع بعد الضمير في الذِّكْر الحَكيم إثباتًا وإسقاطًا تحقيقًا لأغراض منشودة، ونشرًا لإشارات ودلالات مقصودة، منها التغلغل في النفوس المخاطَبة وسبر أعماقها؛ كشفًا لِما تنطوي عليه من دخائل مستورة، وما تطبِّبه من أمراض متجذِّرة.. بحيث تفوت تلك الإشارات وتضيع تلك الدلالات لو جُرِّدت تلك المواضع منها.

جاءت «ها» التنبيه مع «أولاء» إثباتًا تشنيعًا على المخاطبين بها، وتفظيعًا لخطئهم، وتحقيقًا لجريمتهم، وتقريرًا لخطإ اعتقادهم، وزجرًا لهم عن مثله، وحضَّا لهم على التحلي بضده.

غابت «ها» التنبيه عن «أولاء» -الواقعة بعد الضمير- تلطُّفًا في الاعتذار، وتودُّدًا في الاسترضاء، أو تصويرًا لوجدان، وكشفًا لخبايا نفوس.

ظهر جليًّا أن «ها» التنبيه لازمت اسم الإشارة «أولاء» حيث عالج السياقُ ضجيجَ الجدال والحِجاج واللجاج، وبخاصة الحجاج الباطل والجدال الخاطئ، كما تنطق تلك المواضع.

غابت «ها» التنبيه عن الإشارة «أولاء» في مقامات المواءمة والمواددة والملاطفة، حيث الرغبة في إشاعة أجواء التلطف في الخجل والاعتذار، وفي مقام العتاب بتصوير الشعور بالسكينة والرضا والقبول والتحبُّب والتقرُّب إلى الأعداء في غير مظنته، وتلك واللتان قبلها من أغلى ما وضَع البحثُ يدَه عليها، وجلَّاها وأراها مرتِّلَ الذِّكْر الحَكيم من نتائج.

رأينا أن «التنبيه» أحيانًا يكون بإسقاط «ها» التنبيه، لأن إسقاطها حينئذ يلفت بقوة إلى إشارات مقصودة كامنة خلف إسقاطها، فيقوى حال إسقاطها من «أولاء»، ويصير أجلى وأبلغ مما يثيره إثباتها من تنبيه، وعلى هذا يكون لكل مقام -إزاء «ها» التنبيه- مقتضًى من إثباتها أو إسقاطها.

 

  أ.د. أحمد محمد محمود سعيد

 

 

إحصائيات الموقع

الزوار : 586279
الأخبار : 102
الأعـضـاء : 0

ابحث داخل الموقع

الاســتفتـــــــــاء

القائمة البريدية

الصور المتحركة

ابحث داخل الموقع

عدد المتواجدين الان

المتواجدين الان : 2
الزوار : 2
الأعضاء : 0

إحصائيات الموقع

الزوار : 586279
الأخبار : 102
الأعـضـاء : 0

الاســتفتـــــــــاء

مجلة تدبر © 2016 مرخصة بموجب الإسناد غير التجاري 4.0 دولي